قصر الحميدي رحمه الله في كلامه المتقدم تعيين المقربين على الأنبياء والشهداء، وهو معترض، إذ ينتقض قوله بالصديقين.
فإن ظاهر الشرع يقتضي أن يكون مقام الصديقين فوق مقام الشهداء، ولا يلزم أحدا من المفسرين فيما نقلناه عنهم هذا الاعتراض، فإنه ما من قول من تلك الأقوال إلا وهو صالح لأن يدخل الصديقون وغيرهم فيه.
فإن قيل: ما الدليل على كون مقام الصديقين فوق مقام الشهداء؟.
قلنا: ظواهر الشريعة من الكتاب والسنة، قال الله تعالى:{وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُول َ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ}[النساء: ٦٩].
فقدم الصديقين على الشهداء، وذلك يدل على فضلهم عليهم، فقد قدم النبي - عليه السلام - الصفا في الطواف على المروة بتقديم الله له، وذلك يدل