للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(القسم الرابع: من عنده خير وشر وغلب شره على خيره) (١)

وأما القسم الرابع: وهو من عنده خير وشر وغلب شره على خيره في حين الموازنة، فهؤلاء في المشيئة لأجل ما رجح لهم من السيئات في الموازنة.

لأن الفاضل منها على الحسنات يكون أهلها مطلوبين بها ومحبوسين فيها حتى يتولى ذلك العفو عنهم أو القصاص منهم، وذلك بحسب إرادة الله فيهم.

ولا يصح أن يقال إنهم معذبون ولابد بسبب الفاضل لهم من السيئات على ما يقوله أهل البدعة في أهل الكبائر، فإن قاعدة الشرع تعطي أنهم في المشيئة، وهو مذهب أهل السنة (٢).


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) مرتكب الكبيرة عند أهل السنة مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته وهو مستحق للعقاب، داخل في المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه.
هذا قول أهل السنة، خلافا للمرجئة والخوارج والمعتزلة وغيرهم.
فالمرجئة قالوا: هو مؤمن كامل الإيمان.
والخوارج قالوا: هو كافر حلال الدم خالد في النار.
والمعتزلة قالوا: هو في منزلة بين المنزلتين، ليس بكافر ولا مؤمن، لكنه خالد في النار.

انظر الفتاوى (٤/ ٤٧٥) (٧/ ٥١٠) ووسطية أهل السنة (٣٣٩) وشرح الطحاوية (٣٢١ - ٣٢٢ - ٣٧٠) والتبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني (٤٥ - ٦٥) ومقالات الإسلاميين (٢/ ١٦٧ - ١٦٨ - ١٤٩) والمواقف لعضد الدين الإيجي (٣٧٦ - ٣٨٩) والتمهيد لقواعد التوحيد لمحمود بن زيد اللامشي الماتريدي (١٢١) والملل والنحل (٣٨ - ٨٥) والمحصل للفخر الرازي (٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>