(٢) قال الحافظ في الفتح (١١/ ٤٥٦): قال البيضاوي: وقوله: «ليس ذلك لك»، أي: أنا أفعل ذلك تعظيما لاسمي وإجلالا لتوحيدي، وهو مخصص لعموم حديث أبي هريرة الآتي: «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله مخلصا». قال: ويحتمل أن يجرى على عمومه ويحمل على حال ومقام آخر. ... = = قال الطيبي: إذا فسرنا ما يختص بالله بالتصديق المجرد عن الثمرة، وما يختص برسوله هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل الصالح حصل الجمع. قلت: ويحتمل وجها آخر وهو أن المراد بقوله "ليس ذلك لك" مباشرة الإخراج لا أصل الشفاعة، وتكون هذه الشفاعة الأخيرة وقعت في إخراج المذكورين فأجيب إلى أصل الإخراج ومنع من مباشرته فنسبت إلى شفاعته في حديث "أسعد الناس" لكونه ابتداء بطلب ذلك والعلم عند الله تعالى. انتهى قول ابن حجر. قلت: أقوال العلماء المتأخرين في باب الإيمان تميل إلى أصول المرجئة, والقول بشمول الشفاعة لمن ليس معه إلا مجرد التصديق, ويقصدون به المعرفة المجردة عن أعمال القلوب والجوارح, وهو ما عبر عنه الطيبي بالتصديق المجرد عن الثمرة, قول يرجع إلى أصول جهم بن صفوان. وهو ما عبر عنه عقيل القضاعي بمجرد الإيمان، والإيمان المجرد.
ومثل هذا الإيمان لا حقيق له، وقد اشتد نكير السلف لقول جهم هذا. والإيمان عندهم اعتقاد وقول وعمل.