فعل الطاعات - وإن قلت - ما يستدل به النبي - عليه السلام - على التفاوت على ما في القلب، حتى يعلم من عنده مثقال حبة من برة ممن عنده مثقال حبة من خردل من الإيمان، ويكون من ليس عنده من الطاعات شيء سوى مجرد الإيمان في القلب يستأثر الله تعالى بعلمه.
والثاني: هو أن تحمل المثاقيل هنالك على الإيمان المجرد، ويكون الله تعالى قد أَطلع نبيه - عليه السلام - على ما في قلوبهم بأمارات يتعرف بها تلك الموازنات، فكل من كان في قلبه شيء من الإيمان يدركه النبي - عليه السلام - فيخرجه من النار.
ويكون من قال لا إله إلا الله من غير تكذيب بها ولا استمرار تصديق لها لم يجعل الله سبحانه للنبي - عليه السلام - طريقا في تعرف ذلك، فيصدق قوله تعالى له:«ليس ذلك إليك»، إذ لا أمارة عنده على تمييزهم (١) في النار من غيرهم