للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(تفسير: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ... [الذاريات: ٥٦]) (١)

ومن الدليل على تعميم بني آدم كلهم في الفطرة قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ... [الذاريات: ٥٦].

فإن هذه الآية في معنى الحديث المتقدم، على ما نختاره، وندل عليه، وإن كان في الآية خلاف بين أهل التفسير، إذ حملها بعضهم على الخصوص فنزلها على من (٢) سبق في علم الله أنه يعبده، فيكون من أهل الإيمان (٣).

وحملها آخرون على العموم في جميع الجن والإنس (٤)، ثم اختلفوا في تأويلها بعد القول بتعميمها على ما نذكره:

فأما من قال: إن الآية خاصة، فحمله على ذلك أمران:

أحدهما: أنه رأى أن الآية لو كانت عامة للزم أن يوجد جميع الصنفين عابدين لله تعالى, ومعلوم أن الكفار لا يعبدون الله لعدم إيمانهم به، فصح عنده أن الآية خاصة بالمؤمنين.


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) في (ب): ما.
(٣) حكاه القرطبي (١٧/ ٥٥) وقال: والمعنى: وماخلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا ليوحدون.
وبه فسر البخاري الآية في صحيحه (٤/ ١٨٣٧).
(٤) قاله ابن عباس وزيد بن أسلم. كما في تفسير ابن جرير (١١/ ٤٧٥) والدر المنثور (٧/ ٦٢٤ - ٦٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>