للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب أن نقول لقائل هذا القول: إنما التزمته (١) من حيث جعلتَ العبادة المذكورة في الآية هي فعل الطاعات على وجه التقرب بها لله سبحانه، (ق.١٤٠.ب) ولا شك أن هذا إنما يتولاه المؤمنون بالله, ولو حملنا نحن الآية على العموم، وفسرنا العبادة بما فسرتموها أنتم، للزمنا أن يكون هذا القول خُلفا من الله سبحانه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لكنا نحمل الآية على العموم على ظاهرها، ونصرف العبادة عن هذا المعنى إلى معنى آخر يعم بني آدم.

وسنذكر ذلك بعد فراغنا من ذكر الأقاويل المسطورة في الآية، إن شاء الله.

الأمر الثاني: هو الأطفال والمجانين، فإنهم لا يدخلون في الآية، لاسيما على تفسيرهم.

فلما رأوا الخصوص تطرق إلى الآية بهؤلاء تعدوا إلى غيرهم فجعلوها مقصورة على المؤمنين فقط.

وهذا لا يسوغ بوجه، فإنه (٢) يلزمهم منه ما لا قبل لهم به، وذلك (٣) أن جميع الشرائع إنما خوطب بها العقلاء البالغون، فإذا قيل لهم (٤): {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء: ١]، لزم على قولهم أن يكون هذا الخطاب للمؤمنين دون الكفار بخروج الصبيان والمجانين


(١) في (ب): التزمه.
(٢) في (ب): فإنهم.
(٣) في (ب): وهو.
(٤) من (ب)، وفي (أ) كتبت في الهامش، ولا تظهر في نسختي.

<<  <  ج: ص:  >  >>