للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(من قال إن الأطفال في المشيئة) (١)

أما من قال إن الأطفال بجملتهم في المشيئة فاحتجوا بأحاديث منها حديث أنس وابن مسعود وغيرهما بمعنى واحد أن النبي - عليه السلام - قال: «إن الله وكل بالرحم ملكا فإذا أراد الله أن يقضي خلقه قال: أذكر أم أنثى؟، أشقي أم سعيد؟، فما الرزق وما الأجل؟، فيكتب كذلك، وهو في بطن أمه» (٢).

وموضع الدليل لهم من هذا الحديث أن جميع من يولد من بني آدم إذا كتب السعداء منهم والأشقياء قبل أن يخلقوا وجب التوقف في جميع من لا يعلم على ما مات عليه، وفي كل من لا يلزمه التكليف من صبي وغيره.

إذ لا سبيل إلى معرفة من كتب في السعداء أو في الأشقياء، وهذا ليس فيه دليل على الحقيقة، لأن الأطفال إذا ثبت مثلا أنهم في الجنة فليس ذلك معارضا لهذا الحديث، إذ يحمل الأطفال بجملتهم على أنهم لم يكتبوا في بطون


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) رواه مسلم (٢٦٤٤ - ٢٦٤٥) عن حذيفة بن أسيد.
ورواه البخاري (٣١٢ - ٦٢٢٢) ومسلم (٢٦٤٦) وأحمد (٣/ ١١٦ - ١٤٨) والبيهقي (٧/ ٤٢١) والطيالسي (٢٠٧٣) عن أنس.
ورواه البخاري (٦٢٢١) ومسلم (٢٦٤٥) عن ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>