للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أقسام أهل الفترة) (١)

إنهم ينقسمون إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: قوم أدركوا الحق ببصيرتهم ووحدوا الله تعالى في جاهليتهم، وأقروا بالبعث من غير أن يكونوا متبعين لشريعة من تقدمهم كقُس (٢) بن ساعدة، فحديثه في ذلك مشهور وخطبته بسوق عكاظ مشهورة (٣) محفوظة. (٤)


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) وهو بضم القاف، كما في الإكمال (٧/ ٩٣).
(٣) من (ب).
(٤) رواه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٤٥) والطبراني في الكبير (١٢/ ٨٨) والخطيب في التاريخ (٢/ ٢٨١) والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٠٤) والبزار في مسنده (٢٧٥٩ - مختصر زوائده) وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٢١٣) من طريق محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس.
لكن محمد بن الحجاج كذاب، كذبه الدارقطني وابن معين وغيرهما، ومجالد ضعيف.
ورواه أبو نعيم في الدلائل كما في البداية والنهاية (٢/ ٢٣٧) من طريق طريف بن عبيد الله الموصلي عن يحيى الحماني عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود.
وطريف والحماني ضعيفان.

وقد عد ابن حجر في اللسان (٣/ ٢٠٨) في ترجمة طريف هذا الحديث من مناكيره.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٢١٣).
وقال الأزدي: هذا حديث موضوع لا أصل له. تاريخ بغداد (٢/ ٢٨١). ... =
= ورواه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٠١) ومن طريقه ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧) من طريق سعيد بن هبيرة عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس.
وفيه سعيد بن هبيرة قال عنه ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات كأنه يضعها أو توضع له.
وللحديث طرق عديدة لاتخلو من ضعف، ذكر بعضها ابن القيم في فوائد حديثية (١٠٣)، وزاد عليه طرقا عديدة محققاه، فراجعه لزيادة الفائدة.
ومال ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٣٦) إلى تقوية الحديث لكثرة طرقه. وحسنه السيوطي، كما في تنزيه الشريعة (١/ ٢٤٢ - ٢٤٣).
وحكم بوضعه الأزدي وابن الجوزي كما تقدم.
ولعلهما لم يقفا على جميع طرقه فحكما بوضعه, والحديث دائر بين الضعف والحسن، وأما الحكم بوضعه فبعيد. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>