للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الدخول فيه (١)، إذ يلزم (٢) من خروجهم عن الآية أن يخرج الكفار عنها أيضا.

وهذا بعينه يلزمهم في قوله: {أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء: ٧٧]، وغير ذلك من الأوامر الواردة في أمور الدين.

وإذا صح بالدليل خروج الصبيان والمجانين عن ذلك، ولم يلزم بخروجهم خروج الكفار عن الخطاب بالتزام الشرائع, فكذلك الآية التي كنا فيها إذا خرج عنها الصبيان والمجانين، لم يلزم من ذلك خروج الكفار عنها ولا فرق.

ومن أهل التفسير القائلين بالخصوص في الآية من قال بأن (٣) قوله تعالى قبل الآية المتقدمة: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: ٥٥]، مما يدل على الخصوص في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦]، أي الجن والإنس الذين ينفعهم الذكر لعبادته, وهذا يُبطله سياق الآية، فإن قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: ٥٧ - ٥٨] تمدح من الله سبحانه من وجهين:

أحدهما: استغناؤه عن الخلق وعدم انتفاعه (٤) بهم.


(١) في (ب): في ذلك.
(٢) في (ب): يلزمهم.
(٣) في (ب): ان.
(٤) في (ب): منفعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>