للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت لغيرهم أن بعضهم قال: أخبر الله نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أصحاب اليمين سلِموا من درك الشقاء وسوء القضاء، وأنهم ينالون الكرامة لحفظهم الأمانة.

فهذه أقاويل أهل التفسير، وليس فيهم من قال: إن الجنة تعجل للمقربين على ما قاله الحميدي، بل فيهم من نص على أن ذلك إنما يكون في الآخرة وهو قول الحسن البصري والربيع بن خثيم كما قدمناه.

فينبغي أن تجعل الآيات على حد واحد في التعريف بمآل تلك الأقسام في القيامة، ويكون ما ورد في الحديث من أحوال الشهيد أو المؤمن في الجملة أو المؤمن والكافر في عرض مقعد كل واحد منهما عليه بالغداة والعشي على ما تقدم زائدا على ما في هذه السورة، من حيث إن السورة إنما (١) تعرضت إلى أحوال الثلاثة الأقسام في الآخرة، وتعرض الحديث إلى أحوال هؤلاء المذكورين بعد الموت، فلا ينبغي أن يقحم في أحدهما ما (٢) استفيد من الآخر، والله أعلم بالصواب.


(١) سقطت من (ب).
(٢) في (ب): على ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>