للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها فلا فائدة فيه حينئذ لعلمه بأنه يدخل الجنة، إذ ورد في الشرع النص بأن من يخرج من النار من المؤمنين المذنبين فإنهم (١) يدخلون الجنة أو يجعلون في ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يدخلون الجنة (٢).

ولم يرد نص من الشرع أن من يخرج من النار منهم يستأنف لهم النظر (ق.٣٧.ب) فيما فرغ منه قبل دخول النار من أخذ كتاب ونحوه.

فإن قيل: ولم يرد أيضا نص بأن من يدخل النار من المؤمنين يأخذون كتبهم بأيمانهم حين الموازنة.

قلنا: هذا وإن لم يرد نص فيه فيكفي في ذلك أن الناس ينقسمون إلى من يأخذ كتابه بيمينه، وإلى من يأخذه بشماله ضرورة، وأن المعذبين داخلون في أحد القسمين.

ومحال أن يكونوا من أهل القسم الثاني، إذ لا يكون منهم إلا من هو كافر، فلم يبق إلا أن يكونوا من أهل القسم الأول كما تقدم.

وإذا ثبت أنهم من أهل القسم الأول دخلوا في جملتهم، فأخذوا كتبهم في الوقت الذي يأخذه فيه من لا يعذب من أهل القسم المذكور، إذ ليس عندنا من الشريعة أخذ الكتاب إلا في حين الموازنة، فوجب أن يجعل ذلك لجميع الأقسام المذكورة من كافر ومؤمن مغفور له أو معذب، إذا كان مآله إلى الجنة.

ومن الدليل على ذلك أن النبي - عليه السلام - قال: «يأتي أحدكم يوم القيامة بصلاة وصيام فيكون قد ضرب هذا وشتم هذا، فيأخذ هذا من حسناته،


(١) من (ب) وليست في (أ).
(٢) رواه البخاري (٧٧٣ - ٦٢٠٤ - ٧٠٠٠) ومسلم (١٨٢) عن أبي هريرة.
ورواه البخاري (٦١٩٢ - ٧٠٠١) ومسلم (١٨٣ - ١٨٤) عن أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>