للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي حملنا على ذلك من بين سائر أوهامه نكارة قوله فيها وانفراده بتأويلها على ما ذهب إليه، مع كون الكلام فيها مناسبا لغرض هذا الكتاب، فاحتسبنا الأجر في تبيين ذلك حتى لا يغتر من يقف على قوله في الآية، ويعتقد إصابته فيها، أو أن له سلفا من المفسرين يقولون بقوله.

لاسيما وهو قد كرر هذا المعنى في كتبه فإنه ذكر ذلك في صدر كتاب المحلى (١)، وصدر كتاب المجلى، وإن كان ما قاله في كتاب الفصل هو أبسط، فلذلك آثرنا نقله في هذا الموضع ليكون الرد عليه بعد ذكر قوله واستيفاء حجته.

وما أُرى أبا عبد الله الحميدي إلا قد شعر (٢) ببطلان قول ابن حزم في هذه الآية، فلذلك لم يذكره في كتابه هذا، وذكر ما لم يتفطن لبطلانه، وهو جميع ما تقدم له:

١. من كون المقربين مقصورين على الأنبياء والشهداء.

٢. وأن السماوات هي الجنات.

٣. وأن الأنبياء والشهداء تعجل لهم الجنة إثر الموت.

فإن هذا كله منصوص لابن حزم في كتبه فاستصوب ذلك الحميدي من مذهبه فنقله وتمذهب به، ولم يستصوب ابنُ حزم كتاب الحميدي هذا الذي نحن فيه، ولا استحسنه لأجل ما تقدم له مما قد نقلناه عنه قبل، لأنه هو الذي قاله للحميدي.


(١) المحلى (١/ ١٧).
(٢) في (ب): شرع، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>