للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه يومئذ إنما هو لكونه أبا البشر على ما نذكره بعد، ولذلك يقولون له: «أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده» (١)، وفي رواية أخرى: «أنت آدم أبو الخلق خلقك الله بيده» (٢)، وفي طريق آخر: «فيأتون آدم فيقولون له يا أبانا» (٣).

وغرض جميع الخلق كلهم حينئذ إنما هو إراحتهم من هول ذلك الموقف الذي يلجمهم فيه العرق، وتدنو الشمس من رؤوسهم، فطلبُ من يريحهم من ذلك ويعجل لهم الحساب هو معنى الشفاعة، وهي الشفاعة الكبرى التي هي مختصة بنبينا - عليه السلام -، كما قال في حديث أبي بن كعب في القراءة: «وأخرت الثالثة ليوم يرغب فيه إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» (٤).

ولم يذكر في حديث أنس المتقدم إلا الشفاعة الأخرى التي هي إخراج المذنبين من هذه الأمة من النار، وليست هي المقصودة في أول الحديث الذي ذكر فيه من قول كل واحد من الأنبياء: لست لها، والدليل على ذلك من وجهين:


(١) رواه البخاري (٣١٦٢ - ٤٤٣٥) ومسلم (١٩٤) عن أبي هريرة.
(٢) رواه مسلم (١٩٣) عن أنس.
(٣) رواه مسلم (١٩٥) عن أبي هريرة وحذيفة.
(٤) رواه مسلم (٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>