للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: أن يكونوا قد ذهلوا عن هذا العلم في ذلك اليوم كما تذهل الرسل عندما يقول الله تعالى لهم: {مَاذَا أَجَبْتُمُ} [القصص: ٦٥]، فيقولون: لا علم لنا، على أحد التأويلين (١)، وكما تذهل كل مرضعة عما أرضعت.

فإذا ذهلوا دخلوا مع الناس في توجههم إلى آدم وغيره من الأنبياء.

الثاني: أن لا يذهلوا عن هذا المقام ويعلمون أن محمدا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو صاحبه لكنهم يكونون مغمورين في الخلق لقلتهم بالإضافة إلى كثرة الخلق، «إذ هم منهم كالرقمة في ذراع الحمار، أو كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود» كما جاء في الحديث (٢).

فلا يسعهم إلا الكون في جملتهم حتى يمتازوا عنهم حين يقال: «لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فتبقى حينئذ هذه الأمة فيها منافقوها حتى يقع الفصل فيهم» (٣).


(١) هو قول مجاهد والحسن والسدي، كما في تفسير ابن كثير (٢/ ١١٤).
(٢) رواه البخاري (٦١٦٣) ومسلم (٢٢١) والترمذي (٢٥٤٧) وابن ماجه (٤٢٨٣) وأحمد (١/ ٣٨٦ - ٤٣٧ - ٤٤٥) والبيهقي (٣/ ١٨٠) وأبو عوانة (٢٥٠) والبزار (١٨٥٠) والطيالسي (٣٢٤) عن ابن مسعود.
ورواه البخاري (٤٤٦٤) ومسلم (٢٢٢) وأحمد (٣/ ٣٢) وأبو عوانة (٢٥٣) عن أبي سعيد.
(٣) هو طرف من حديث الشفاعة، وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>