للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان هذا فيبقى لنا الإشكال في الحديث الثاني، وهو قوله تعالى: «وعزتي وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله» (١).

إذ لم يعتبر فيه ما في القلب، أعني أنه لم يرد ذلك في نص الحديث، ومحال أن يقصد بها من قالها على معنى النفاق والتكذيب في الباطن لها، فإن المنافق كافر وهو مخلد في النار بإجماع، فلا يصح أن يخرج منها.

فلم يبق إلا أن يكون المقصود بها هو المصدق لها بقلبه والمصدق بقلبه ممن يخرج من النار قد جاء الحديث بأنهم ينقسمون إلى من يكون في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان.

وهي الطبقة الأولى.

والثانية: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان (٢).

والثالثة: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان.

فهذه الموازنات الثلاث (٣) وردت في هذه الطوائف الثلاث.

وفيها دلالات على أن للإيمان (٤) كمالات، وأن ذلك (ق.٤٣.ب) معتبر بما في القلب لا غير (٥).


(١) رواه البخاري (٧٠٧٢) ومسلم (١٩٣) والبيهقي (١٠/ ٤٢) وغيرهم عن أنس.
(٢) ليست في (ب).
(٣) ليست في (ب).
(٤) في (ب): الإيمان.
(٥) كلا، بل زيادة الإيمان ونقصانه غير قاصرة على ما في القلب، بل كل أصول الإيمان يعتريها النقصان والزيادة، فالإيمان يزيد بزيادة أعمال القلوب والجوارح، وينقص بنقصها. ... =
= وأنت ترى أن هذا من الظهور بمكان، بل هو أظهر من أن يحتاج إلى بيان.
لكن انتشار البدع في الأمة، ووقوف الدولة وراء ذلك، وسكوت العلماء عن البيان يجعل الخفي ظاهرا والظاهر خفيا. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>