للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبيين غير مضمونة، أعني عمومها لجميع أممهم، إذ استعجلوا في الدنيا دعوتهم المستجابة، فإذا شفعوا في الآخرة فقد يُشفَّعون في بعض الأحوال دون بعض وفي بعض الأشخاص دون بعض، وإن جاز أن تكون ذنوبهم واحدة.

وعلى الجملة فلا بد أن يكون لنبينا - عليه السلام - في نوع الشفاعة لأمته زيادة فضيلة على غيره من الأنبياء حتى يصدق قوله: اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة (١).

وإذا تقرر هذا ولم نعلم كيفية شفاعة الأنبياء لأممهم اندرأ السؤال، وكان الله تعالى هو الذي يخرج من النار بغير شفيع من قال لا إله إلا الله من غير هذه الأمة، لأنه سبحانه إذا منع نبينا - عليه السلام - من خروج هذا الصنف بشفاعته فأحرى أن يمنع من ذلك غيره (٢) من سائر الأنبياء صلوات الله عليهم.


(١) تقدم قريبا عن أبي هريرة عند مسلم (١٩٩) وغيره.
وخرجه مسلم (٢٠٠) وغيره عن أنس.
وفي الباب عن جابر وابن عباس.
(٢) من (ب)، وفي (أ) كتبت في الهامش، ولا تظهر في نسختي.

<<  <  ج: ص:  >  >>