للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموسى - عليه السلام - وإن كان يقول في حديث الشفاعة: إني قتلت نفسا لم أومر بقتلتها (١) فهو لم يقصد قتلها، وإنما وكز الرجل بيده، وفي الغالب أن مثل هذا لا يكون سببا في موت من فعل به ذلك، فقضى موسى - عليه السلام - (٢) عليه بتلك الفعلة من غير أن يقصد موته فيها.

وهكذا في شرعنا أن من فعل هذا ولم يقصد به القتل فلا قصاص فيه ولا إثم قتل على فاعله.

ثم نقول بعد هذا: لنا مسلكان فيما قدمناه من كون الأنبياء (عليهم السلام) (٣) ليس عندهم إلا الحسنات الخالصة والخير المحض:

أحدهما: إن ذلك صادق على محمد - عليه السلام - على الإطلاق، لأن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو في قيد الحياة بعد، وهي درجة لم تجعل إلا للنبي - عليه السلام -.

ولهذا يقول عيسى - عليه السلام - في حديث الشفاعة: اذهبوا إلى محمد، فإنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

فإذا صح هذا في واحد من الجنس وهو محمد - عليه السلام - فقد صح لنا بذلك التقسيم.


(١) كذا في (ب)، وفي (أ): بقتله.
(٢) من (ب).
(٣) من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>