للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعاصي، ويكون ما هو أقل مرتبة من أركان الطاعات مقابلا لما دون الكبائر من المعاصي ويكون الإيمان فوق ذلك كله، وهو ثابت للمؤمنين كلهم من غير موازنة، وثوابه أن يتلخص به من النار ويُدخل به الجنة على وجه الخلود فيها.

والموازنة إنما تكون بالصحف المكتوبة فيها الحسنات والسيئات، لا بالحسنات والسيئات أنفسها، إذ هي أعراض لا يصح وزنها. (١)

ونزيد هاهنا في بيان ما أشرنا إليه قبل من أن معنى الموازنة هو إلقاء شيء في الكفة الواحدة بإزاء شيء في الكفة الأخرى، فنقول: إن الموازنة في هذه الدار التي نحن فيها الآن على ضربين:

أحدهما: أن يلقى في إحدى الكفتين عدد من دنانير أو دراهم ويجعل مثلها في العدد من الجهة الأخرى فينظر هل يكون العددان متماثلين في الوزن، أو يكونان متفاضلين فيحتاج أحدهما إلى الزيادة فيه وإن كانت يسيرة.


(١) الذي تدل عليه النصوص أن كل ذلك يوزن.
قال حكمي في معارج القبول (٢/ ١٨٥): والذي استظهر من النصوص، والله أعلم، أن العامل وعمله وصحيفة عمله كل ذلك يوزن. اهـ.
ومال ابن عثيمين في شرح الواسطية (٥٠٣) إلى أن الموزون هو العمل، ويخص بعض الناس فتوزن صحائف أعماله أو يوزن هو نفسه. اهـ
وغاية ما استند له المصنف أنها أعراض لا يصح وزنها، والحسنات المكتوبة في الصحف أعراض كذلك، فعليه نفي وزنها.
وأحكام الآخرة غيب لا ندخل فيها بعقولنا وآرائنا، فإذا صح النص وجب المصير إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>