الفسح في البلاد إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم، فحيث ما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة، إلى أن رجعوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم.
حتى خلفت الخُلوف ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من الضلالات، وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها، من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة، والوقوف على عرفة والمزدلفة وهدي البدن والإهلال بالحج والعمرة، مع إدخالهم فيه ما ليس منه.
فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا:"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك".
فيوحدونه بالتلبية ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده.
يقول الله تعالى لمحمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}[يوسف: ١٠٦]. أي: ما يوحدونني (١) بمعرفة حقي إلا جعلوا معي شريكا من خلقي.