للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنفسه الأدون، وهذا على وجه التوبيخ لهم، أي لو كان يفعل ما ذكرتم لاصطفى الأفضل ولم يخصكم به، بل لم يفعل ذلك لنفسه، لأنه منزه عن الولد كما مضى، ولم يفعله بكم على معنى الاختصاص لكم بالبنين، وإنما كل ما يفعله لكم راجع إلى مشيئته فيمن يرزقه البنين أو البنات، كما قال سبحانه: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: ٤٩] أي عليم بما يريد من ذلك قدير عليه (١).

وقال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: ٩].

قال المهدوي في التحصيل: يعني بالموءودة البنت التي تدفن حية، وسميت موءودة لأنها تُثقَّل بالتراب (٢).

وسؤال الموءودة على وجه التوبيخ لقاتلها، فسئلت وهي لا تعقل، كما يقال للطفل الذي لا يعقل إذا ضُرب: لم ضُربت وما ذنبك (٣).

وقيل: إنها تكون يومئذ كاملة في العقل.

وقيل: معنى سئلت: سئل عنها، كما قال: إن العهد كان مسؤولا، أي: مسؤولا عنه.

وروي عن علي وابن عباس أنهما قرءا: وإذا الموءودة سَألت بأي ذنب قتلت، وهي قراءة حسنة متمكنة المعنى.


(١) من أول الصفحة (٩٦ ب) تقريبا من النسخة (أ) إلى هنا طمس، وأتممتها من (ب).
(٢) قال ابن جرير (١٢/ ٤٦٤): والموءودة المدفونة حية.
(٣) قال ابن كثير (٤/ ٤٧٧): تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت، ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>