للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الحاقة: ٤٠ - ٤١ - ٤٢] (١) وقال: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} [التكوير: ٢٢] وقال: {مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} [سبأ: ٤٦].

وذكر تعالى عنهم أنهم قالوا عن القرآن إنه أساطير الأولين، وقالوا فيه إذا تلي عليهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [الصافات: ١٥].

وقال زعيم منهم (٢): {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} ... [المدّثر: ٢٤ـ٢٥].

وقال تعالى فيما أرادوا أن يفعلوه بالنبي - عليه السلام -: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} [الأنفال: ٣٠]، ومعنى ليثبتوك ليسجنوك.

ولا يأتمرون بينهم في هذه الثلاثة الأشياء إلا وهم الظاهرون بمكة، والغالبون على أمرها.

ولأجل ذلك اتفقوا على معاداة بني هاشم حتى دخلوا هم وبنو المطلب في الشعب وكتبوا بينهم الصحيفة وعلقوها في الكعبة , ولم يلق النبي - عليه السلام - وعشيرته أشد من ذلك لأجل الجهد الذي أصابهم، إذ كانوا لا يبايعونهم، وبسبب ظهور صناديد المشركين بمكة واستيلائهم على من دونهم من قبائلهم كانوا يعذبون من يؤمن منهم بالنبي - عليه السلام - ليفتنوهم عن دينهم.


(١) من "كاهن" إلى هنا سقط من (ب).
(٢) هو الوليد بن المغيرة المخزومي، كما في تفسير ابن كثير (٤/ ٤٤٣) وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>