للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام كثير منهم حتى اختلط المسلمون منهم بالمشركين بكونهم كانوا ينزلون الصحاري والفلوات، فكانت الأمارة المفرقة بينهم الأذان.

فإن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١) كان إذا غزاهم لا يغير حتى يطلع الفجر، وكان يستمع الأذان, فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار, ثم لما كان بعد فتح مكة دخل الناس في دين الله أفواجا، كما قال تعالى، فلم يتوف الله رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا وقد أسلم جميع قبائل العرب ولم يبق للشرك فيهم موضع.

ومن ارتد منهم بعد وفاته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاتلهم أبو بكر حتى عاودوا الإسلام طوعا وكرها.

واقتصارنا هاهنا على أن الحجة قامت بالمدينة على كافة العرب, إنما هو بالنظر إلى احتياجنا إلى ذلك في الحكم اللاحق بهم على عبادة الأوثان حسبما نذكره، وإلا فقد قامت الحجة حينئذ على جميع من بلغته الدعوة من الملوك وغيرهم، إذ كان النبي - عليه السلام - يعم بدعوته الجميع، فمنهم من يرسل إليه رسولا، أو يكتب إليه كتابا، ومنهم من يباشر دعوته، وذلك بحسب ما يتأتى في تبليغ الدعوة.

والكلام على (ق.١٠٤.أ) تنويع هذا وبسطه ليس من غرضنا الآن.


(١) في (أ): - عليه السلام -.

<<  <  ج: ص:  >  >>