للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ذكر ابن إسحاق (١) أن حكيم بن حزام قدم من الشام برقيق، فيهم زيد بن حارثة وصيف، وأنه قال لعمته خديجة: اختاري أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيدا، فاستوهبه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منها فوهبته (ق.٨.أ) له، فأعتقه - عليه السلام - وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه.

فوصف ابن إسحاق زيدا بأنه وصيف.

وقول حكيم: " اختاري أي هؤلاء الغلمان شئت" يؤذن ذلك بأن زيدا كان صغيرا، ولذلك تبناه رسول الله (- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) (٢)، فإن يكن زيد أسلم قبل أبي بكر وهو صغير فيشبه ذلك، وأما أن يكون كبيرا فلا، لأن الصحيح عند أهل العلم أن أبا بكر هو أول من آمن من الرجال وصدق النبي - عليه السلام - بعد خديجة كما قلناه.

ومن الدليل على ذلك حديث عمرو بن عبسة، إذ دخل على النبي - عليه السلام - في أول الإسلام بمكة، وهو حديث طويل مذكور في كتاب الصلاة من صحيح مسلم، وفيه قلت: «فمن معك على هذا؟ قال - عليه السلام -: حر وعبد، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به» (٣)، وهذا أولى ما يتمسك به في الباب لإخبار النبي - عليه السلام - بلفظه في هذا الحديث الصحيح أنه ليس معه على دينه إلا حر وعبد.


(١) السيرة النبوية (١/ ١٥٥).
(٢) من (ب).
(٣) رواه مسلم (٨٣٢) وأحمد (٤/ ١١٢) والحاكم (٣/ ٦٩) وصححه والبيهقي (٢/ ٤٥٤ - ٦/ ٣٦٩) عن أبي أمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>