فأخبر أن الذين لا يؤمنون (١)، وهم المشركون إذا فعلوا فعلا قالوا إن الله أمرهم به, وهذا من افترائهم على الله في نسبة الأحكام إليه من غير علم عندهم فيه، ولذلك قال الله لنبيه - عليه السلام -: {قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٢٨] , على وجه التوبيخ لهم.
ثم أخبر تعالى في الآية الثانية بما يأمر به، وهو القسط والعدل في الأمور والتوحيد لله على صفة الإخلاص في الدين.
وقال تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ}[يونس: ٥٩] , فجعل فعل ذلك إما أن يكون بإذن من الله، وإما أن يكون بافتراء، وقد صح أن لا إذن من الله في الجاهلية, فلم يبق إلا أن يكون افتراء.
وقال تعالى بأثر هذا: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ