للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبر عنهم فيه بأنهم إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا, والذي ألفوا عليه أباءهم هو عبادة الأوثان والإشراك بالله, فصح أنهم مع آبائهم مشركون.

ومنها حديث عائشة (١) قالت: قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه قال: «لاينفعه، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» (٢).

وهذا الحديث فيه إخبار النبي - عليه السلام - بأن العمل المحمود إذا فعل في الجاهلية لا يكون عليه ثواب ولا ينفع صاحبه في الآخرة، وذلك إنما يكون لمن هو غير متصف بالإيمان بدليل قوله - عليه السلام - في ابن جدعان: «إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين».

معنى ذلك أنه لم يؤمن قط.

فإن هذا الذي ذكره - عليه السلام - قد تضمن أصل الإيمان الذي هو التوحيد لله بقوله: «رب»، والاعتراف بأنه سبحانه يغفر الخطايا والتصديق بالآخرة المعبر عنها بيوم الدين الذي هو يوم الجزاء على الخير والشر.

هذا مع أن ابن جدعان كانت عنده خلق جميلة تقتضي فعل الخير: من إطعام الطعام ونصر المظلوم، وقد عقد في داره حلف الفضول لسنه وشرفه،


(١) حديث عائشة هذا والتعليق عليه ساقط من (ب) , وأثبت في هامش (أ).
(٢) رواه مسلم (٢١٤) وأحمد (٦/ ٩٣ - ١٢٠) والحاكم (٢/ ٤٣٩) وابن حبان (٢/ ٣٩ - ٤٠) وأبو يعلى (٨/ ١٣٢ - ٢٨٣) عن عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>