للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانظر إلى أبي بكر - رضي الله عنه - (١) كيف أشرب الإيمان قلبه حتى صار يصدق النبي - عليه السلام - في الشيء الذي ينقله أهل الشرك عنه من غير أن يسمعه هو منه.

ولصدقه وتصديقه للنبي - عليه السلام - سمي بالصديق، ويدل على صدق إيمانه وقوة عزمه في الدين أمور:

أحدها: إسلامه أول المبعث من غير (توقف منه لجودة قريحته، واستحكام بصيرته، ذكر ابن إسحاق (٢) أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول: «ما) (٣) دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده (٤) كبوة (٥) ونظر وتردد، إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة، ما عَكَم عنه حين ذكرته له وما (٦) تردد فيه».

وقوله: «ما عكم عنه» أي ما تلبث فيه (٧).

ثم إن أبا بكر لما أسلم أظهر إسلامه فيما قال ابن إسحاق (٨) وجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان والزبير


(١) سقط الترضي من (ب).
(٢) السيرة النبوية (١/ ١٥٧).
(٣) ما بين القوسين بياض في النسخة (أ)، وأتممته من النسخة (ب).
(٤) من (ب).
(٥) في النسخة (أ): كقوة، وفي النسخة (ب) كبوة، وهو الصواب.
(٦) كذا في النسخة (أ)، وفي النسخة (ب): فما.
(٧) قال ابن منظور في لسان العرب (٩/ ٣٤٤) بعد أن ذكر هذا الحديث: أي ما تحبس وما انتظر ولا عدل.
(٨) السيرة النبوية (١/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>