للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وأما من يقدر أنه أرسل إلى أهل الفترة رسول ويقول: إنه لا يلزمنا تعيينه, فذلك هوس منه، فإنه لو بعث إليهم رسول لكان فيهم المؤمن به والكافر, ونحن نعلم بطلان ذلك من وجهين:

أحدهما: ما قدمناه من الآيات المعرفة لنا أنه لم يرسل قبل محمد - عليه السلام - رسول إلى العرب.

والثاني: أنا لو فرضنا ذلك واقعا (في الفترة) (١) لتوفرت الدواعي على نقله ولابد, إذ مثل هذا (٢) لا يصح التواطؤ على كتمانه، بل كان ينقل نقل استفاضة وتواتر.

فقد نقل الإخباريون ما هو دون ذلك وهو ما ذكروه من حديث خالد بن سنان العبسي وأنه كان نبيا في الفترة, وذكروا قول نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه (٣) ذلك: «نبي أضاعه قومه» (٤).


(١) سقط من (ب)، وفي (أ) كتب في الهامش، وعليه علامة التصحيح.
(٢) في (ب): ذلك.
(٣) في (ب): في.
(٤) ضعيف، رواه الحاكم (٤١٧٢) من طريق معلى بن مهدي ثنا أبو عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن ابن عباس فذكر خبره، ثم قال: وقال أبو يونس قال سماك بن حرب سأل عنه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: ذاك نبي أضاعه قومه ....
وصححه الحاكم على شرط البخاري. ... =
= وهو مردود عليه، فسماك متكلم فيه، ومعلى بن مهدي قال أبو حاتم: يأتي أحيانا بالمناكير.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢١٤): وهذا منها.
وتعقب ابن حجر تصحيح الحاكم في الإصابة (٢/ ٣٧٣) فقال: لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم. انتهى.
وقال العراقي في ذيل الميزان (٢٢٢): لا يصح هذا، ويرد عليه الحديث الصحيح: أنا أولى الناس بعيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي.
ونحوه للهيثمي في المجمع (٨/ ٢١٤).
ورواه ابن أبي شيبة (٧/ ٥٦٠) ثنا وكيع ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلا.
وخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٤١) وابن عدي في الكامل (٦/ ٤٦) من طريق قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد عن ابن عباس، فوصله.
لكن سفيان أحفظ من قيس.
فالحديث مرسل.
ورواه ابن سعد (١/ ٢٩٦) عن أبي هريرة بسند فيه الواقدي المتروك.
وراجع الضعيفة رقم (٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>