للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} [البقرة: ٨٧] أي: على منهاج موسى وطريقته، إذ كل من بعث من بعد موسى إلى زمان عيسى إنما كان يأمر بني إسرائيل أن يلزموا التوراة ويعملوا بما فيها.

والآيات التي أوتيها عيسى هي: إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وخلق الطير (من الطين) (١) وغير ذلك.

وروح القدس هو جبريل - عليه السلام -.

ثم قال مخاطبا لأهل الكتاب: {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [البقرة: ٨٧] , يعني ما فعله أسلافهم بالأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل، إذ كذبوا بعضهم وقتلوا بعضهم, وإنما خاطبهم الله تعالى مخاطبة المواجهة, وإن كانوا هم لم يقتلوا, لأنهم مقتدون بآثار آبائهم, فقد كذبوا محمدا - عليه السلام - ولم يؤمنوا به، ثم إنهم جهدوا أنفسهم في قتله فمنعه الله منهم، فرجعوا إلى السحر فسحروه حتى شفاه الله.

ثم قال: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: ٨٨] أي: إنا لا نعقل كلامك ولا نفقه قولك، فلو كنت صادقا سمعنا ما تقول.

يقال: سيف أغلف إذا كان في غلافه, وقولهم قلوبنا غلف مشتق من هذا (٢) , وهو كقول قريش: {قُُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} [فصلت: ٥].


(١) سقط من (ب).
(٢) غلف بسكون اللام جمع أغلف، أي عليها أغطية قال مجاهد: عليها غشاوة.
وقال عكرمة عليها طابع. انظر تفسير القرطبي (٢/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>