للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيمان, فإذا كانت هذه الحالة موجودة لشخص واحد في وقت ما من أوقاته, فلا يبعد أن يكون على ذلك أشخاص كثيرة مدة أعمارهم حتى يموتوا عليها, وهم الذين نريد بهذا القسم الرابع.

وقد ذكر المسعودي (١) في كتابه ديانات العرب فقال: كانت العرب في جاهليتها فرقا, منهم الموحد (ق.١١٨.أ) المقر بخالقه المصدق بالبعث والنشور موقنا بأن الله يثيب المطيع ويعاقب العاصي, وقال (٢): قد ذكرنا قبل من دعا إلى الله ونبه على آياته في الفترة كقس بن ساعدة, ورئاب الشني, وبحيرا الراهب, وكانا من عبد القيس. انتهى قوله.

وهذا القسم الذي ذكره هو الذي جعلناه نحن قسمين:

أحدهما: من وحد الله تعالى من غير اتباع شريعة.

والثاني: من دخل في الشرائع كمن تهود أو تنصر، وقد تقدم ذكرهما.

قال (٣): وكان من العرب من أقر بالخالق وأثبت حدث العالم وأقر بالبعث والإعادة وأنكر الرسل وعكف على عبادة الأصنام, وهم الذين حكى الله عز وجل قولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣] الآية, وهذا الصنف هم الذين حجوا إلى الأصنام ونحروا لها البدن ونسكوا لها النسائك وأحلوا لها وحرموا. انتهى قوله.


(١) مروج الذهب (٢/ ٩٨) بنحوه.
(٢) سقط من (ب)، وفي (أ) كتب في فوق السطر، وعليه علامة التصحيح.
(٣) مروج الذهب (٢/ ٩٨) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>