للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخروج يأجوج ومأجوج على الناس آخر الزمان من أشراط الساعة، وذلك ظاهر في الأحاديث، فقد عد - عليه السلام - عشر آيات من أشراط الساعة، وذكر خروج يأجوج ومأجوج فيها (١).

وفي الحديث الأول أنهم يخرجون بعد قتل الدجال فيحصرون عيسى - عليه السلام - والمؤمنين معه، ثم يدعو عليهم عيسى فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة، وهذا الحديث طويل وهو في صحيح مسلم (٢) (ق.١٢٢.أ).

وقصدنا بذكر يأجوج ومأجوج إنما هو لننظر حكمهم في التكفير، ولا نشك في كونهم كفارا عند خروجهم آخر الزمان لقيام الحجة عليهم بشريعة نبينا محمد - عليه السلام -، إذ هي قائمة وعيسى - عليه السلام - يمشيها ويحكم بها، ويأجوج ومأجوج يقولون في ذلك الوقت عند هروب المؤمنين عنهم وتحصنهم منهم: لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما استدراجا من الله وفتنة لهم (٣).

وفعلهم هذا هو غاية الكفر، ويشبه فعل النمرود فيما يحكى عنه، فلا إشكال إذن في الحكم عليهم بالتكفير بعد خروجهم كما قلناه، وإنما الإشكال


(١) رواه مسلم (٢٩٠١) عن أبي سريحة.
(٢) وقد تقدم قريبا.
(٣) هو طرف من حديث النواس بن سمعان المتقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>