للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روي أيضا من حديث معاذ بن جبل مثله بمعناه (١).

وهي كلها أحاديث ليست بالقوية، ولا تقوم بها حجة، وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب، لأن الآخرة دار جزاء، وليست دار (٢) عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول (ق.١٣٢.أ) النار، وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

ولا يخلو من مات في الفترة من أن يموت كافرا، أو غير كافر، فإن كان قد مات كافرا جاحدا فإن الله تعالى (٣) قد حرم الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون، وإن كان معذورا بأنه لم يأته نذير ولا أرسل إليه رسول فكيف يؤمر بتقحم النار وهي أشد العذاب، والطفل ومن لا يعقل أحرى بأن لا يمتحن بذلك. انتهى كلام أبي عمر، وفيه مقنع.

وقد تقدم من كلامنا على هذا المعنى حيث ذكرنا حديث أبي سعيد المذكور وغيره من الأحاديث في أول باب من أبواب أهل الفترة ما فيه الجلاء في ذلك.

وأبو عمر بن عبد البر قد ذكر الخلاف في الأطفال في التمهيد (٤) والاستذكار (٥)، وأورد الأحاديث التي ذكرناها حجة لكل فريق مع الأحاديث


(١) رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٨٣) والأوسط (٧٩٥٥) وابن عبد البر في التمهيد (١٨/ ١٢٩) عن معاذ.
وفيه عمرو بن واقد متروك.
(٢) في (ب): بدار.
(٣) ليس في (ب).
(٤) (١٦/ ١٤٦).
(٥) (٣/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>