للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا هو معنى قوله: «ومنهم من يولد كافرا» إذ الإحالة تنفي ما عدا هذا التأويل (١).

وأما حديث أبي في الغلام الذي قتله الخضر فقد ذكره مسلم (٢) مرفوعا عن النبي - عليه السلام -، ولنا عنه بعد العلم بصحته أجوبة:

أحدها: إنه لم يتفق على أن الغلام الذي قتله الخضر كان دون البلوغ، فقد روي عن عكرمة وقتادة أنه كان رجلا قاطع طريق (٣).

وعلى هذا ينبغي أن ينزل ما روي عن ابن عباس أنه قرأ: وأما الغلام فكان كافرا, وكان أبواه مؤمنين.

ولو صح هذا لاندرأ السؤال، إذ (٤) كان يتحقق فيه الكفر ببلوغه حد التكليف.

ذكر أبو عمر بن عبد البر في الاستذكار (٥) ما نقلناه عن عكرمة وقتادة، ثم قال: وهذا خلاف ما يعرفه أهل اللغة في لفظ الغلام, لأن الغلام عندهم هو الصبي الصغير يقع عليه عند بعضهم اسم غلام من حين يفهم إلى سبع سنين, وعند بعضهم يسمى غلاما وهو رضيع إلى سبع سنين, ثم يصير يافعا ويفاعا إلى عشر سنين, ثم يصير حزورا إلى خمس عشرة سنة.


(١) قلت: ويغني عن هذا التأويل كون الحديث لم يصح، والتأويل فرع التصحيح.
(٢) رواه البخاري (١٢٢ - ٤٤٤٨ - ٤٤٥٠) ومسلم (٢٣٨٠) والترمذي (٣١٤٩) والحميدي (٣٧١) وأبو عوانة (٥٥٩٠) عن أبي.
(٣) وحكى القرطبي في تفسيره (١١/ ٢١) عن الجمهور أنه لم يكن بالغا.
(٤) في (ب): إذا.
(٥) الاستذكار (٣/ ١٠٩) والتمهيد (١٨/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>