للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو معنى (١) استمتاع الإنس بالجن في قوله: {وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} [الأنعام: ١٢٨]، على ما ذكره المفسرون (٢).

وأما استمتاع الجن بالإنس فقيل هو تشريف الإنس لهم واستعاذتهم بهم واعتقادهم أن الجن يقدرون على ذلك.

وقيل: إن الإنس تلذذوا بقبولهم من الجن، وإن الجن تلذذوا بطاعة الإنس لهم (٣).

وقيل: استمتاع الجن بهم تزيينهم لهم وإغواؤهم إياهم.

والمعنى في هذه الآية أن الله تعالى يقرر الضالين والمضلين على أفعالهم ويوبخ الجميع على أعين الناس في الآخرة، فإن هذه المخاطبة إنما تكون في الآخرة، بين ذلك تعالى بقوله في أول الآية: {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ} [الأنعام: ١٢٨]. أي يقال لهم ذلك في القيامة، والمعنى قد استكثرتم من إضلالهم وإغوائهم.


(١) سقط من (ب).
(٢) انظر تفسير القرطبي (٧/ ٨٤).
(٣) انظر تفسير القرطبي (٧/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>