للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضا فإنه قد صح عنه - عليه السلام - أنه رأى عن يمين آدم وشماله (ذريته) (١)، وأن أهل السعادة عن يمين آدم - عليه السلام -.

والإجماع قد صح بما جاء به (٢) النص من أن من (٣) سوى الأنبياء والشهداء فليسوا الآن في الجنة، فلم يجز أن يخرج عن هذا الموضع الذي هو عن يمين آدم - عليه السلام - أحد، فيقال: إنه في الجنة من الآن إلا من جاء النص باستثنائه، وهم الأنبياء والشهداء فقط، وسائرهم هناك عن يمين آدم - عليه السلام - حيث رآهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذه قسمة ضرورية.

وإذ قد صح أن السابقين المقربين هم الشهداء بعد الأنبياء عليهم السلام، وأن أصحاب المشأمة هم الكفار، فلم تبق إلا الطبقة الثالثة فهي لهم بيقين.

ومن البرهان أيضا على ما قلناه أن الله تعالى رتبهم على ثلاث طبقات: السابقون المقربون في جنات النعيم، وأصحاب اليمين، وأصحاب المشأمة.

فلو كان أصحاب اليمين في الجنة بدءا من الآن لكانوا طبقتين فقط، وكذلك لو كان الأنبياء والشهداء مع سائر المؤمنين في محلهم حيث هم الآن لكانوا طبقتين أيضا، ولكانت الثالثة ساقطة، وهذا باطل.


(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) في (ب): فيه.
(٣) في (ب): ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>