للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبانهم عن أهل تلك المقادير لتوحده عز وجل بإخراجهم من النار.

وهذا بين والحمد لله.

وهذا أيضا يبين أن الذي توحد الله عز وجل بإخراجهم من النار فيمن قال لا إله إلا الله، ولم يعمل خيرا قط، إنما هو من قالها مرة واحدة فقط مصدقا ومات على ذلك، لأن قول لا إله إلا الله حسنة، فإذا كررها حصلت له حسنة أخرى، فهو أزيد خيرا ممن لم يقلها إلا مرة واحدة فقط.

ونص الخبر يدل على أن الذين توحد الله تعالى بإخراجهم برحمته لا بالشفاعة إنما هم من ليس في المؤمنين أحد أقل خيرا منهم، (١)

هذا نص الخبر المذكور وغيره من الآثار الثابتة عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٢) الواردة في هذا الباب.

ثم إنا وجدنا أصحاب اليمين من جميع المؤمنين، وهم الطبقة الثانية من الطبقات التي ذكرنا أيضا ينقسمون في الموازنة أقساما ثلاثة:

- إما متساو خيره وشره.

- وإما من رجحت حسناته على سيئاته، فهذا فائز بنص القرآن.

- وإما من رجحت سيئاته مع ما معه من الكبائر على حسناته.


(١) يشير إلى حديث الشفاعة الطويل, وقد تقدم.

وفيه: فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون, ولم يبق إلا أرحم الراحمين, فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما. هذا لفظ مسلم (١٨٣) عن أبي سعيد.
(٢) من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>