للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم ليس لهم عمل خير فاضل على شر (١) أصلا إلا العقد والنطق بذلك مرة واحدة.

قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة». (٢)

ولا جزاء إلا على عمل برحمة الله تعالى، قال الله عز وجل: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: ٩٠]، وقال تعالى: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: ٢٤]، وإنما يتفاضلون بالمسابقة إلى الجنة أو بالخلاص من النار، أو بقلة المكث فيها، أو بتهوين العذاب على بعض دون بعض، ثم يتفاضل من فضل له على سيئاته عمل قل أو كثر من الخير على حسب ما عمل من الخير في الجنة بعلو الدرجات وكثرة النعيم.

والقسم الرابع: الكفار ولا بد لهم من الموازنة وقد نص الله تعالى على ذلك في سورة قد أفلح المؤمنين في قوله تعالى (٣): {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [المؤمنون: ١٠٤ - ١٠٣].

فصح بهذه الآية أن الكفار أيضا يوازنون، وأن موازينهم تخف لا يجوز غير هذا، لأن من خالف هذا كان ذلك منه صرفا للآية عن ظاهرها وعن


(١) في (ب): شره.
(٢) تقدم.
(٣) ليس في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>