(٢) حقق الحافظ ابن حجر في النزهة (٧٢ - فما بعد) أن خبر الواحد منه ما يفيد العلم، وهو المحتف بالقرائن، ومنه ما لا يفيد إلا الظن. والخبر المحتف بالقرائن أنواع: - منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد التواتر لجلالة الشيخين وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول. - ومنها ما له طرق متباينة سالمة من الضعف. - ومنها المسلسل بالأئمة الحفاظ، حيث لم يكن غريبا. وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٨): وكلهم (أي أهل الفقه والأثر) يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادي ويوالي عليها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة. وقرر ابن القيم في الصواعق (٢/ ٥٢٨ - مختصره) وابن أبي العز شارح الطحاوية (٣٥٥) أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول عملا به أو تصديقا له يفيد العلم اليقيني بإجماع السلف، وهو مذهب الجمهور من الأئمة الأربعة وأتباعهم. انتهى.