للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوح وهود وصالح وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وغيرهم إنما هم في السماوات؟

وهو رجل ظاهري، فينبغي أن يقف حيث يجد النص، فيجعل في السماوات من جعله النبي - عليه السلام - فيها، ويقف في من لم يأت عنه - عليه السلام - نص فيه فلا يجعله في السماء ولا في غيرها، إذ لا علم له بذلك.

الثاني: إنه جعل السماوات هي الجنات بهذا الحديث، فإنه قال: وبهذا قطعنا على (١) أن السماوات هي الجنات ضرورة، لصحة الإجماع على أن أرواحهم في الجنة من الآن، فقطع على أن السماوات هي الجنات، بدليل الحديث وبصحة الإجماع.

والحديث إنما هو من أخبار الآحاد، وليس يصح القطع به (٢).


(١) ليس في (ب).
(٢) حقق الحافظ ابن حجر في النزهة (٧٢ - فما بعد) أن خبر الواحد منه ما يفيد العلم، وهو المحتف بالقرائن، ومنه ما لا يفيد إلا الظن.
والخبر المحتف بالقرائن أنواع:
- منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد التواتر لجلالة الشيخين وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول.
- ومنها ما له طرق متباينة سالمة من الضعف.
- ومنها المسلسل بالأئمة الحفاظ، حيث لم يكن غريبا.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٨): وكلهم (أي أهل الفقه والأثر) يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادي ويوالي عليها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة.
وقرر ابن القيم في الصواعق (٢/ ٥٢٨ - مختصره) وابن أبي العز شارح الطحاوية (٣٥٥) أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول عملا به أو تصديقا له يفيد العلم اليقيني بإجماع السلف، وهو مذهب الجمهور من الأئمة الأربعة وأتباعهم. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>