للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو حديث موقوف ليس فيه أن المسؤول عن ذلك رسول الله (١). وهكذا ذكره أهل التفسير وغيرهم عن ابن مسعود من قوله، ولو فرضنا أنه مرفوع فليس فيه أنهم في الجنة على الدوام، وإنما قال: إن الطير التي أرواح الشهداء في جوفها تسرح في الجنة تارة وتأوي إلى تلك القناديل أخرى.

وإن قلنا إنها في الجنة على الدوام إذ العرش فوق الفردوس، كما ورد في (الخبر، ففيه) (٢) اعتراض آخر، وهو أن الذي يسرح في الجنة ليست هي أرواح الشهداء على ما يقتضيه الحديث، وإنما الطير التي جعلت أرواح الشهداء (٣) في جوفها هي التي تسرح هنالك، وهي خلاف تلك الأرواح على الظاهر في ذلك، والحديث الذي نذكره بعد وهو: «إنما نسمة المؤمن طائر


(١) بل هذا هو المتبادر منه, ولا مسؤول يسأل عن هذه الغيبيات إلا هو, ويبعد أن يسأل ابن مسعود غير النبي ويبهمه في أمر كهذا.
ويقوي هذا وروده من طريق ابن عباس كما في التخريج.
(٢) ما بين القوسين به بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(٣) زاد في (ب): على ما يقتضيه الحديث، وهو تكرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>