للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ما أعطى الحروب التي كانت تُشن ضد العالم الإسلامي صفة دينية صليبية بما في ذلك الحروب التي شنتها الدول الأوربية على الحكومات الإسلامية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

يقول المبشر لورانس براون: "وكذلك شنت الدول الأوربية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين حروباً عدوانية على الحكومات المسلمة، ثم انتزعت منها أراضيَ ضمتها إلى سلطانها هي. ولقد كانت النتائج في أحوال كثيرة غير سارة لبعض الشعوب التي استعبدت، وخصوصاً من المسلمين، ولكن هذه الشعوب لم تصل بعد إلى درجة تشعر فيها بأنها أصبحت أقليات مضطهدة".

ويقول "وليم كاش" في كتاب صغير له: "قبل هذه التطورات التي طرأت على العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الأولى، كان المبشرون قد اتخذوا مراكز استراتيجية في العالم الإسلامي، واستطاعوا في أثناء الثورات والحروب والاضطرابات أن يتابعوا عملهم بهدوء وثبات. ولقد كتب هذا الكتاب الصغير ليدل على هذه التطورات التي حدثت، وليبين للكنائس تلك الحاجة الملحة للتقدم بمشروعها في يوم الفرصة السانحة".

وقبل أن يحتل الاستعمار الإيطالي أرتيريا استخدم الطليان المبشر الطلياني الأب "سابيتو" ليتاع لهم "عَصَب" من الأريتريين، ففعل، وكان ذلك هو البداية للاحتلال الاستعماري.

وكذلك كانت للمبشرين أدوار كثيرة مماثلة في التمهيد للاستعمار، كما كان للدول الاستعمارية أدوار كثيرة في مساعدة المبشرين ومؤازرتهم وحمايتهم لهم، وخطط العمل من الفريقين يكمل بعضها بعضاً.

٥- ونجد الآن بعد استقلال البلاد الإسلامية من الاستعمار المباشر، نشاطاً كبيراً للمبشرين في بلاد كثيرة من بلاد المسلمين، وهذا النشاط تدعمه الدول الاستعمارية الكبرى. منه نشاط المبشرين في إفريقية ونشاط المبشرين الكبير في أندونيسيا، إذ تتزايد فيها الإرساليات التبشيرية تزايداً كبيراً.

<<  <   >  >>