لأنَّ كلاًّ من الركنين قد ارتبط بالآخر ارتباطاً دوريَّاً، فتساقط بذلك طرفا الدور، فلا يقوم الحكم الإسلامي المطلوب، ولا يباشر المسلمون الجهاد في سبيل الله بالقتال.
وقد قامت نظريات جديدة تبنَّاها بعض المسلمين تنادي بأن الجهاد بالقتال حقٌّ، وركن من أركان العمل الإسلامي، لنشر الإسلام وصيانته، ولكن لا يصحّ مباشرته قبل توافر شروطه الأساسية.
والأمر عند هذا الحد سليم لا غبار عليه، ولكن عند الحديث عن الشروط يعملون على انتحال شروط بعيدة المنال، في ظروف المسلمين الحالية. ثم يعملون بكل وسيلة على جعل هذه الشروط مستحيلة الوقوع، أو كالمستحيلة.
كما يعمل أعداء الإسلام على ربط هذه الفئات التي تنادي بهذه النظريات الجديدة بهم ربطاً محكماً، يجعل كلَّ أنواع النشاط التي تقوم به تحت اسم الإسلام كمن يحرث في البحر، تمتصّ بالجهد طاقاته، ولا تؤثر في الماء محاريثه، ثمَّ ينتهي الأمر إلى تعطيل ركن الجهاد في سبيل الله بالقتال تعطيلاً نهائيَّاً، وإبقائه كمادّة معطّلة عن التطبيق في دستور نظري.
على أنَّ من الواجب أن نبيّن أنه لا يصح مباشرة القتال قبل توافر شروطه، من تحديد الغاية الأساسية، وإعداد العدّة المطلوبة للمواجهة، والقيام بواجب الجهاد بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة أولاً، وانتظار الفرصة الملائمة.
ولكن على المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن يخطّطوا ويساهموا في الإعداد التامّ، لردّ صور العدوان التي يبيتها ضدّهم أعداء الإسلام، ليوقعوا في شركهم كلّ بلد من بلدان العالم الإسلامي، وعلى المسلمين جميعاً أن لا يتوانوا في هذا لحظة واحدة.
* * *
الخطة الرابعة: اصطناع الفرق العميلة الأجيرة، التي تعمل على إلغاء الجهاد في سبيل الله، بحيل شتى، ومنها ما ينقض الإسلام كلَّه.
لقد جرب الغزاة أن ينشروا بين المسلمين عقائد جديدة تفسّر نصوص