الحجة الثالثة: صعوبة اللغة العربية، وهذه الحجة معارضة بالنظير، فالعاميات التي يدعون إلى ضبطها ستكون أكثر صعوبة من الفصحى المضبوطة بالقواعد، بسبب الشذوذات الكثيرة الموجودة في هذه العاميات، يضاف إلى ذلك أن الأمة الواحدة ستحتاج إلى تعلم نحو عشر لغات عامية على الأقل، حينما يتطاول العهد عليها وتزداد الفوارق في العاميات المختلفة الشائعة في أقاليمها، أو سيحدث الانفصام التام الذي هو شر من تحمل بعض الصعوبة في تعلم العربية الفصحى.
على أن شيوع الفصحى سيخفف كثيراً من صعوبتها، إذ يجعلها مثل لغة التخاطب العادي، أو داخلة في كثير من عناصره، وقد وقع بعض هذا فعلاً.
[(٦) دغدغة العواطف القومية القديمة للتحويل عن العربية الفصحى]
استغل الغزاة من أعداء الإسلام والمسلمين، دغدغة العواطف القومية القديمة لتحويل الشعوب الإسلامية عن اللغة العربية الفصحى، وكان لدغدغة هذه العواطف وجوه كثيرة المكر، يحملها الأجراء، وينخدع بها كثير من