والحمية، والأخلاق الثورية، وأشباه هذه العبارات الجوفاء المنتفخة، وكل ما يرمي إلى غايات جاهلية ضعيفة الأثر، لا تستطيع أن تقف على أقدامها، أمام غايات ثابتة ذات قوة.
لقد رأينا لليهود على ما هم عليه من انحلال وانقسام في الأرض قضية في هذا العصر، لها غاية محدّدة واضحة، تدعمها قوى معنوية ذات جذور تاريخية دينية، وتطبيقاتٍ حرفية طبق شريعتهم المحرفة.
ورأينا للشيوعيين غايات محدَّدة، أخذت صيغة عقيدة يستميتون في سبيلها، ورأينا للصليبيين غايات محدَّدة، مدفوعة بدوافع دينية ذات جذور تاريخية.
أمَّا العرب المسلمون وسائر المسلمين فقد أريد لهم أن تكون قضيتهم مشتتة مضطربة مائعة، تحمل شعارات محدثة، ليس لها أصالة في نفوس الشعوب المسلمة، ولا تدعمها قوى معنوية من دينهم وعقيدتهم وتاريخهم، ومن أجل نُكبوا بما نُكبوا به من قِبَل أعدائهم، فهل إلى رجعة من سبيل، نعود فيها إلى مبادئنا ومفاهيمنا وعقيدتنا الإسلامية الصافية النقية من الشوائب، والخالية من التحريف.
[الخطة الثالثة: اتخاذ حيلة الربط الدوري بين ركن الجهاد في سبيل الله بالقتال وبين إقامة الحكم الإسلامي.]
وهنا نلاحظ أن أعداء الإسلام اتخذوا حيلة مغلَّفة ماكرة، ينخدع بها بعض الغيورون على الإسلام ومجد المسلمين، وتفضي إلى إلغاء الجهاد في سبيل الله بالقتال بطريقة عملية، إنها حيلة الربط الدوري بين الجهاد في سبيل الله بالقتال وبين إقامة الحكم الإسلامي.
والنتيجة التي تحصل من هذا الربط: أن لا يباشر المسلمون القتال للخلاص حتى يقيموا الحكم الإسلامي، وبما أن الحكم الإسلامي لا يستطيع أن يقوم في الأحوال الراهنة، إلا عن طريق الجهاد في سبيل الله بالقتال، بعد استكمال العُدَّة اللازمة له، وفق سنن الله التكوينية، فإنه لن يقوم حكم إسلامي ولا جهاد بالقتال.