خير، وعن كل علم نافع، وعن كل عمل مثمر، وتبدد حياتهم بالمتالف.
وقد شهدت البلاد الإسلامية التي دخل إليها المستعمرون كيف أفسد هؤلاء سلوك الذين خالطوهم من أبناء المسلمين، وكيف صدوهم عن دينهم، وسلبوهم عقولهم، وبدّدوا طاقاتهم العملية بموائد الخمر والفحش والقمار، وما انفكوا يستدرجونهم حتى فاق تلاميذ الرذيلة أساتذتهم، ثم تسلّم هؤلاء التلاميذ قيادة الرذيلة في البلاد، وصاروا أساتذتها المحليين، وانبثوا في كل مجال يعلمون الأجيال الناشئة ما كانوا تعلموه بالأمس من أساتذتهم، وأشياء أخرى أضافوها من حصائل خبراتهم التي اكتسبوها بكثرة الممارسة.
أما المخدرات فقد عرفنا أنه كان للمستعمرين في نشرها نصيب واسع، ارتكبوا فيه جريمة إنسانية ما عرف التاريخ نظيرها في الجرائم الإنسانية العامة مع أن القانون الدولي العام يحرم تداولها وتجارتها. وقد سجل التاريخ أن وكلاءهم كانوا يقومون بتهريبها إلى داخل البلاد المغلوبة على أمرها بسلطانهم، وأنهم كانوا يؤازرونهم على ذلك، ويشاركونهم في أرباح تجارتها المحرمة، وأنهم كانوا يشجعون سرّاً على تناولها وإدمانها، بغية ابتزاز الأموال الحرام من جهة، وإماتة روح المقاومة في نفوس مدمنيها من جهةٍ أخرى، لأنهم يعلمون ما فيها من سم قاتل، يميت في مدمنها معظم القوى الفعالة التي تحرك الإنسان إلى الكفاح وطلب الخلاص من ذلّ الاستعباد، وتدفعه إلى كل تقدم صاعد.
* * *
[الوسيلة الثامنة: استخدام وسائل اللهو واللعب]
من أخلاق المسلمين الأساسية الجد في الأمور، والعزوف عن اللهو واللعب والهزل والسفاسف، والبعدُ عن كل قواتل الأوقات دون ثمرات نافعات، إلا في حدود المُلَح اليسيرة التي تروح عن النفس ضمن لمحات خاطفة، وتخفف عنها ثقل العمل الجاد المثمر.