متى لوحوا لهم بوعد كاذب يحرك طمعهم إلى تلبية حاجتهم، وسد ضرورتهم التي أفقدتهم مشاعرهم المتزنة الواعية.
فما دامت المشكلة المعاشية قائمة دون أن يعمل المسلمون على حلها، بتطبيق النظام الإسلامي المتعلق بشؤون المال فإنهم سيغدون جميعاً طعمة في فم الذئاب العالميين، الذين يراقبون بدقة بالغة مشكلات العالم الإسلامي، التي تسهل لهم طريق العبور إلى صفوف المسلمين، والاستيلاء عليهم بسلاح الخديعة وسلاح القوة، ولكن سلاح الخديعة غالباً ما يكون هو السلاح الفعال الذي يدخل إلى القلوب، دون أن يشهر على الوجوه.
فهل إلى يقظة من سبيل؟؟!.
[(٧) الأسس العامة لنظام الإسلام الاقتصادي]
إن الإسلام الذي يعمل أعداؤه على هدم نظمه، وإبعاد المسلمين عن تطبيقها، يقوم نظامه المتعلق بشؤون المال على أسس أربعة كافلة عند التطبيق تحقيق التقدم الاقتصادي في أحسن صوره، والعدالة الاجتماعية في أكمل أحوالها، والجسدية الواحدة للمجتمع الإسلامي كله.
الأساس الأول: العمل الحر ضمن الخطوط المأذون بها في اللوائح التفصيلية لنظام العمل الإسلامي.
وتقع مسؤولية مباشرة العمل على كل فرد قادر عليه، غير مفرغ لصالح الأمة الإسلامية، أو لصالح سلامة الأسر وسعادتها واستقرارها.
وتقع مسؤولية تهيئة مجالات العمل ووسائله وشروطه وتكافؤ فرصه على المجتمع كله، وتمثله القيادة الحاكمة الحكيمة.
الأساس الثاني: التكافل الأسري، وتقع مسؤولية هذا التكافل على من لهم زائد على كفايتهم الفردية داخل أسرتهم، تجاه باقي أفرادها العاجزين عن