الكسب، أو الذين لم تتيسر لهم وسائل العمل، أو النساء القائمات بأعباء الخدمات المنزلية، المفرغات لها، تكريماً لهن عن التبذل.
الأساس الثالث: التعاون الاجتماعي، وتقع مسؤولية هذا التعاون على كل فرد من أفراد الأمة ذكوراً وإناثاً، إذا توفر لديه فائض يزيد عن حاجاته، وعن حاجات من ألزم بكفالته من أهله وذوي قرابته وكل تابع لأسرته.
الأساس الرابع: دواعم روابط المجتمع الإسلامي، وهي تتمثل بالمنح والعطايا والهدايا، والصدقات والوصايا، وإكرام الضيف، والمآدب والولائم المشروعة، ويلحق بهذه الدواعم نظام الميراث، وغير ذلك من كل تملك مشروع لا يأتي عن طريق جهد يبذل، ولا يدخل في نطاق الأساسين الثاني والثالث.
ويلاحظ في هذه الدواعم تمكين روابط المجتمع الإسلامي، الذي يبدأ بتمكين روابط الأسرة، ثم ينتقل إلى ما وراءها، فهي تشد أواصر التآخي والتواد والتراحم، وتقوي مفهوم الجسدية الواحدة للأمة المسلمة.
والمجتمع الإسلامي القائم على مفهوم الجسدية الواحدة، المتماسكة بروابط الإخاء والمحبة والتواد والتراحم والتكافل والتعاون، يخالف المجتمعات الرأسمالية، القائمة على ترجيح مفهوم الوحدات الفردية الأنانية، ويخالف المجتمعات الاشتراكية، القائمة على فكرة الوحدات الفردية المبعثرة، المرتبطة ارتباطاً قهرياً بقيادة واحدة.
وضمن هذه الأسس الإسلامية الأربعة، تدور دواليب نظم العيش الرغيد السمح، الذي لا كسل فيه ولا بطالة، والممتلئ بالحركة والعمل، والتفاؤل والأمل، والتآخي والتعاطف والتواد والطمأنينة القلبية والنفسية، والرضا عن الله، والبعيد عن ثورات حقد النفوس وحَسَدِها، مع حدٍّ من طمع النفوس الزائدة وجشعها، وحجز بينها وبين جميع أنواع الظلم والعدوان.
وبالدافع القلبي في كل فرد مسلم صادق الإيمان، والدافع الجماعي القائم على ركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسلطة الحاكمة المسلمة التي تطبق شريعة الله، يتم للنظام الإسلامي التطبيق الأمثل.