يعتبر العمل القانون الطبيعي الذي ربط الله به رزق كل دابة في الأرض، فلا محيد لكائنٍ حيٍّ عنه بوجه من الوجوه، إذن فلا غرو أن يكون هو الأساس الأول لتحصيل الرزق، ولذلك نجده هو الأساس الأول في جميع النظم الاقتصادية الربانية والإنسانية.
ويحاول أعداء الإسلام باستمرار أن يصوروه بصورة مشوهة يبدو فيها وكأنه يشجع على الكسل والبطالة والخمول، وعدم مسايرة كل تقدم حضاري.
ويتصيدون الأدلة على ما يفترون من واقع المسلمين الذي صاروا إليه، المخالف لتعاليم الإسلام، زاعمين أن هذا الواقع هو الصورة التطبيقية له، مع أن الإسلام قد أعلن أن العمل والكدح فيه هو فطرة الحياة، فقال الله تعالى في سورة (الانشقاق/٨٤ مصحف/٨٣ نزول) :
فكل إنسان كادح ومدعو إلى الكدح، ولكنه إما أن يكدح في الخير فينال خيراً، وإما أن يكدح في الشر فينال شراً، ولذلك أمره الله بأن يستقيم ويلتزم جانب التقوى فيما يكدح من أجله، فقال تعالى عقب الآية السابقة: