وتكون محاربتها بسد الموارد عنها، حتى تصاب بالفقر المدقع، فتتلاشى بنفسها، أو بالتخذيل عنها بشتى الوسائل الماكرة، أو بإفساد غايتها وطريقتها من داخلها، إذا استطاع أعداء الإسلام أن يدسوا فيها عناصر سيئة مرتبطة بهم، تغري القائمين عليها بأنواع مختلفة من المغريات، أو بسد أبواب العمل والرزق عن المنتسبين إليها، أو بتلسيط أنواع الاتهامات ضد القائمين عليها، حتى لا يكونوا محل ثقة الناس، فإن لم تنجح كل هذه الوسائل عملوا على إلغائها ومصادرتها بأيدي أجرائهم، وملاحقة القائمين عليها بالاضطهاد والتشتيت، والاتهام بالأكاذيب المختلفة المزورة، والافتراءات التي لا أصل لها، وقد يعملون على هدمها بشكل سافر وقح لا مبرر له بحال من الأحوال.
وتتعاون أجهزة الغزاة كلها على ذلك، مهما كانت فيما بينها متنازعة على المصالح، أو مختلفة في المبادئ.
وهكذا يفعلون كلما نشطت حركة إسلامية واعية في بلد من بلاد المسلمين، وأجهزتهم التي تخدمهم كثيرة، ومخططاتهم واقفة بالمرصاد لكل نشاط إسلامي، صغيراً كان أم كبيراً.
فمتى يكون المسلمون على يقظة من أمرهم وهذا هو عدوهم؟!
[(٢) الكمين والإثارة]
من خطط الحروب المسلحة (الكمين والإثارة) وذلك بأن يعد العدو كميناً مسلحاً إعداداً جيداً، ليثب عن يقظة تامة وبشكل مفاجئ على فريق من جيش عدوه، وهو في حالة غفلة عن مداهمة الخطر، ثم يستدرج هذا الفريق بإثارة طمعه بصيد ثمين في غير مكان الكمين، وفي غمرة اتجاه الفريق إلى مطمعه يفاجئه الكمين ويمعن فيه قتلاً وأسراً.