للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أخذ "دينيه" يورد الأمثال على هذه المتناقضات، وختم كلامه بقوله:

"وإن أردنا استقصاء هذه المتناقضات التي نجدها بين تمحيصات هؤلاء الممحصين بزعمهم يطول بنا الأمر، ولا نقدر أن نعرف أية حقيقة، ولا يبقى أمامنا إلا أن نرجع إلى السيرة النبوية التي كتبها العرب، فأما المؤلفون الذين زعموا أنهم يريدون ترجمة محمد بصورة عملية شديدة التدقيق، فلم يتفقوا منها ولو على نقطة مهمة، وبرغم جميع ما نقبوه ونقروه، وحاولوا كشفه بزعمهم، فلم يصلوا ولن يصلوا إلا إلى تمثيل أشخاص في تلك السيرة،ليسوا أعرق في الحقيق الواقعية من أبطال أقاصيص "فالترسكوت" و"اسكندردوماس" فهؤلاء القصاص تخيلوا أشخاصاً من أبناء جنسهم يقدرون أن يفهموهم، ولم يلحظوا إلا اختلاف الأدوار بينهم، أما أولئك المستشرقون فنسوا أنه كان عليهم قبل كل شيء أن يسدوا الهوة السحيقة التي تفصل بين عقليتهم الغربية والأشخاص الشرقيين الذين يترجمونهم،وأنهم بدون هذه الملاحظة جديرون بأن يقعوا في الوهم في كل نقطة.

[(٧) موازين البحث عند المستشرقين]

ويمكن تلخيص موازين البحث عند المستشرقين في الموضوعات الإسلامية بما يلي:

١- تحكيم الهوى ونزعات العداء للإسلام والمسلمين , والتعصب الأعمى للنصرانية، وللشعوب والأمم المنتمية إليها.

٢- وضع الفكرة مقدماً ثم البحث عن أدلة تؤيدها مهما كانت ضعيفة واهية، ولو اضطرهم الأمر إلى اعتماد أسلوب المغالطات والأكاذيب، واقتطاع النصوص، وهذا عكس المنهج العلمي الاستدلالي السليم.

<<  <   >  >>