للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخاصة التي يعمل بها في هذه البلاد , هذه الظروف ينتج عنها بالضرورة أن يكون الأوربي متقدما , والمصري تابعا له , حتى ولو كان منصب الأوربي دون منصب المصري اسما , وأن تكون القيادة للموظف الأوربي بالضرورة.

وسيطر اللورد "كرومر" على مقدرات الأمور في مصر سيطرة شديدة , وحرم المصريين من كل سلطة , واتخذ مواقف متشددة من الحركة الوطنية المصرية , ورسم سياسة إجلاء المصريين عن السودان , وإحلال السيطرة الإنكليزية محلها.

وعملت بريطانيا على فصل السودان عن مصر , منتهزة فرصة الثورة المهدية عام

(١٨٨١ م) .

واستمرت الدعاوى الإنكليزية تقول: إن الاحتلال مؤقت , حتى شبت الحرب العالمية الأولى - وكانت مصر ما زالت من الناحية الشكلية تابعة لسيادة تركيا - فانتهزت إنكلترا فرصة اشتراك تركيا إلى جانب ألمانيا في الحرب ضد الحلفاء , فأعلنت الحماية البريطانية على مصر , وفصلت مصر عن تركيا.

٣- ومن عدن انطلق الإنكليز للسيطرة على بقية أجزاء الجنوب العربي.

ومن عام (١٧٦١ م) انتقل المركز الرئيسي للتجارة الإنكليزية في الخليج إلى البصرة.

وصار مركز بريطانيا التجاري في الخليج لا يضارع , وهي في هذا قد ورثت النفوذ البرتغالي والهولندي والفرنسي.

ومنذ أواخر القرن الثامن عشر أخذ الإنكليز يمارسون أنواعا من التدخل في شؤون إمارات الخليج العربي , وأخذ نفوذهم يقوى فيه طوال القرن التاسع عشر.

٤- في فلسطين وشرقي الأردن كان نشاط البعثات التبشيرية النصرانية أسلوبا من أساليب التغلغل الأجنبي في الأقطار العربية.

<<  <   >  >>