للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما صور الاستيلاء على الثروات ومصادرها التي يمارسها الغزاة المستعمرون في كل بلد يحتلونه بالقوة فهي صورة بدائية معروفة، لا تحتاج إلى ذكاء عظيم، وتحايل ماكر، وقد ابتليت معظم الشعوب الإسلامية بهذا النوع من الاستيلاء، وعانت منه آلاماً كثيرة، إذ فقدت به معظم ثرواتها المالية النقدية، وثرواتها العلمية، ونوادر مخطوطاتها وآثارها المتحفية.

لكن صور الاستيلاء بالحيلة والمكر والدهاء هي الصور التي تظل مستمرة، ولو خرجت جيوش الاحتلال من البلاد، وارتفع كابوس أسلحتها وسلطانها المباشر عن الشعوب المغلوبة.

ولقد يكون عسيراً عسراً بالغاً إحصاء أنواع حيل السلب التي تتفتق عنها قرائح شياطين الطمع والشره الدوليون لكثرتها، ولكن هذا لا يمنع من عرض طائفة من حقولها.

فمنها الحيل المالية التي تمارسها البنوك الدولية، كعقد صفقات القروض الربوية التي تستنزف ثروات البلاد وطاقات شعوبها بشكل تدريجي، كما يمتص دود العلق دماء ضحاياه فيها من الناس، وكم استنزفت البنوك العالمية من ثروات للشعوب، ولليهود فيها أكبر نصيب، والدولة اليهودية السرية المنبثة في أرجاء العالم هي الوارثة لأموال الكادحين من الشعوب وهم على قيد الحياة، وذلك عن طريق الربا، وسائر حيل سلب الأموال.

ومنها الحيل التي تمارسها كثير من الشركات الاستثمارية الأجنبية المختلفة، التي تتظاهر بالاستقامة، وتخفي عن الأنظار ألاعيبها وحيلها التي تعتمد على الغش والكذب والنفاق والرشوة والسرقة والاحتكار واستغلال نفوذها الدولي، وتعتمد أيضاً على استغلال النساء وكل ما يتصل بحقول الإفساد الخلقي.

ومنها الاستغلالات التي تمارسها طائفة من المؤسسات التعليمية التبشيرية على اختلاف مستوياتها بدءاً من دور الحضانة حتى الجامعات الكبرى، وكذلك التي تمارسها طائفة من المؤسسات الصحية التبشيرية المختلفة، بدءاً من الطبيب المبشر، والممرضة المبشرة، حتى المستشفيات الكبرى.

<<  <   >  >>